نحن في الحقيقة نورده هنا لسببين: أولاً: لأن هذا موضعه التاريخي. وثانياً: لأمر أهم من ذلك؛ وهو: أن موضوع مسار أو شكل التاريخ البشري منذ أن خلق الله تبارك وتعالى الإنسان في هذه الأرض تختلف فيه الآراء والأنظار، وهذا الموضوع -ما يتعلق بالعمالقة- يؤثر في هذه النظرة، أي: في تقويم نظرتنا إلى شكل ومسار التاريخ البشري, بمعنى: أننا إذا أخذنا أو سَلَّم البعض كما هو ملاحظ في معظم العلوم الطبيعية الآن التي تدرس وفقاً لنظريتي التطور العضوي منها والفكري، فيعتقد أكثر الخلق أن الإنسان ما هو إلا مرحلة من مراحل تطور القردة -كما يزعمون- بشكلها الطبيعي المعروف لدى الناس، -القردة شكلها معروف وأضخم قرد شكله معروف، وكذلك الحلقة المفقودة أصلاً لا وجود لها لا بين القرد والإنسان ولا بين غيره-. المقصود: أن هناك مرحلة انتقال من الشكل الحيواني ومن الحضارة والمفاهيم الحيوانية، مثل: مجرد الأكل بالتناول باليد, واستخدام الحجر, وأكل الطعام نيئاً.. إلى آخره، كأن الحضارة بدأت من هذا المستوى المنحط, والدرك الهابط، ثم تطلعت وارتقت حتى وصلت إلى مستواها الحاضر -كما مرت التفاصيل في الحلقات السابقة- هذه نظرة. النظرة الأخرى: أنه إذا ثبت أن هناك من كانوا أعظم منا قوة وأطول أعماراً وأعظم أجساماً، وأتقن في فن من فنون الحضارة على ضوء التقنية التي استطاعوها أو وصلت إليهم، فإن مسار التاريخ يختلف تماماً وينعكس على نظرة التطور بشقيها كما ذكرنا.
أضف تعليقا
تنويه: يتم نشر التعليقات بعد مراجعتها من قبل إدارة الموقع